السبت، 4 أغسطس 2018

الآثار الاقتصادية الناجمة عن مقاطعة المسلمين لموقع اليوتيوب

كثرت في السنوات الأخيرة التجاوز على رموز المسلمين ومقدساتهم كحرق القرءان الكريم من قبل بعض المتشددين والإساءة للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى اله من خلال الرسوم المتحركة و بوسترات الكاريكاتير بل وصل الأمر إلى إنتاج أفلام سينمائية لعل أبرزها الفيلم الذي مثل في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل بعض المسيحيين المتشددين بعضهم من أصول مصرية ونشر على موقع اليوتيوب التابع إلى شركة مايكروسوفت الأمريكية، وهذه التجاوزات لايتوقع لها ان تنتهي قريبا لذا فانها سوف تستمر وربما تظهر بصور وأشكال جديدة أكثر تأثيرا واستفزازا لمشاعر المسلمين. ان بحث هذه المسألة وتحديد مسبباتها أمر في غاية الأهمية خصوصا اذا ما أخذنا في نظر الاعتبار النتائج المترتبة عليها من صراع الأديان والاقتتال داخل حدود الدولة بين الديانات المختلفة. ان هذه الظاهرة لمن يتفحصها يستطيع ان يستشف وبسهولة انها ظاهرة غير عفوية بل مخططة تعود لأسباب متعددة لعل أبرزها سياسية ودينية واقتصادية تستهدف النيل من الإسلام والحد من انتشاره في العالم. لقد حاول المسلمين في شتى بقاع العالم وبغض النظر عن مرجعياتهم المذهبية التصدي لهذه التجاوزات عبر سلسلة من الإجراءات منها الإجراء الاقتصادي الذي اخذ صور مفادها المقاطعة الاقتصادية لسلع البلدان التي تصدر من مقيميها هذه الإساءات. في حين كان ردت فعل حكومة البلدان الإسلامية لاتتناسب ومع حجم الحدث بالوقت الذي اكتفت فيه البلدان الغربية بالتفرج تارة والاستنكار باستحياء تارة أخرى متضرعة بحرية التعبير عن المعتقدات. في الأشهر الماضية انضم موقع اليوتيوب الذي يعود إلى شركة مايكروسوفت الأمريكية الى منادي المقاطعة من خلال العزوف عن استخدامه واللجوء إلى مواقع بديلة وكذلك مقاطعة محرك البحث المشهور Google والاعتماد على محركات بحث أخرى. ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماهي الآثار التي تتركها المقاطعة على كل من المقاطعين من المسلمين وعلى ادراة الموقع ومن ثم على عموم شركة مايكروسوفت. كما هو معرف ان عدد المسلمين في العالم يقدر بحوالي 1.7 مليار نسمة وبذلك يشكلون 22.7 في المائة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم بحدود 7.47 مليار نسمة في مطلع عام 2017 موزعون اغلبهم في قارتي آسيا بواقع 26 دولة ذات أغلبية مسلمة وأفريقيا بواقع 27 دولة ودولتان في أمريكا الجنوبية في حين هنالك دولة واحدة في أوربا وبذلك فهم يشكلون على المستوى الاقتصادي ثقلا لايستهان به بأي حال من الأحوال، الا ان مسالة اتفاقهم على امر المقاطعة ليس بالأمر الهين لاسيما وان البدائل المتاحة تعد محددة نسبيا كما ان المسلمين من الناحية التاريخية لم يتفقوا على الكثير من القضايا التي تهم الاسلام والمسلمين كالقضية الفلسطينية والحرب على الاهاب وداعش والقضية السورية واحداث اليمن وغيرها الامر الذي يسلط الضوء على ان نهاية النفق المظلم الذي يسير فيه المسلمين ليست بالقريبة في ظل الاوضاع التي يعيشها معظم المسلمون.

ليست هناك تعليقات: