السبت، 4 أغسطس 2018

اثر عرض النقد ( M 1 ) على سعر الصرف التوازني للدينار العراقي خلال المدة 1980-1995

ر العراق خلال المدة المبحوثة بظروف فريدة لم تتعرض لها أية دولة نامية أو حتى متقدمة على مر التاريخ الحديث . فما أن حل شهر أيلول من عام 1980 (بداية المدة المبحوثة) حتى اندلعت حرب طويلة امتدت لثمان سنوات أحرقت الأخضر واليابس خرج الاقتصاد العراقي منها مثقلا بالمشاكل الاقتصادية المختلفة المتمثلة بالمعدلات المرتفعة من التضخم وارتفاع حجم المديونية الخارجية وتدهور سعر صرف الدينار العراقي وغيرها.وما ان حطت الحرب أوزارها حتى دخل العراق في حرب دولية مدمرة طالت مالم يتم تدميره من البنية الأساسية للاقتصاد العراقي ، أعقبها حصار اقتصادي شامل عزل العراق عن العالم اقتصاديا وعلميا وحضاريا . ومن الطبيعي أن تعمل هذه الظروف التي مرت بالقطر على تفاقم معظم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها أصلا الاقتصاد العراقي خلال عقد الثمانينيات إذا ما أضفنا إلى تلك الظروف سوء الادارة المتمثلة بالنظام الحاكم الذي كانت قراراته منصبة على تقوية أركان حكمه الهشة حيث كانت القرارات التي تتخذ هي قرارات سياسية قبل أن تكون اقتصادية وتستهدف مصلحة النظام قبل أن تستهدف مصلحة الاقتصاد العراقي ومن بين أهم تلك المشاكل هي مشكلة سعر الصرف للدينار العراقي إزاء العملات الأخرى وبالذات الدولار الأمريكي كونه يمثل العملة الرئيسة في العالم أولا ولكون السعر الرسمي مثبت بالدولار ثانيا , حيث تعرض الاقتصاد العراقي إلى ضخ كبير في العملات النقدية ولاسيما في عقد التسعينيات حيث وصلت الكتلة النقدية في الاقتصاد العراقي في عام 1995 إلى (540000) مليون دينار حسب البيانات الرسمية للدولة ، إلا إن هناك بالمقابل أراء غير رسمية قدرت الكتلة النقدية في القطر عام 1996 بحوالي (5) ترليون دينار ! وقد أدت تلك الكتلة الهائلة إلى تدهور سعر الصرف التوازني للدينار العراقي إزاء الدولار الأمريكي.وتستهدف الدراسة بيان العلاقة بين عرض النقد بالمعنى الضيق M1 وسعر الصرف من خلال استخدام اسلوب القياس الاقتصادي.

 

ليست هناك تعليقات: